وأنا صغير، كنتُ اغضب جداً من كثرة أولئك الذين يقضون على حلوانا وخبائزنا يوم العيد
كبُرت، ولِحيٍّ آخر انتقلت وأدركُت كم هو صعبٌ أن تطرق دور الجيران فلا مجيب ولا مُضيف
كم صعب أن تأكل حلوى عيدك لوحدك في منطقة بالكاد يُسلّم ساكنوها على بعضهم في مُصلّى العيد
في مثل هذه اللحظات قبل عقدٍ ونيف كُنّا ننتظر العيد على أحر من الجمر
لا لأجل العيد فحسب، ولا للعيدية والإجازة فقط
بل لقليل رِزق كُنّا فيه نجتهد
كان ميدان جامسكا (استاد البشير حالياً-الثورة) يشهد نشاطا جما
كان (العداد رامي) بإيجار العجلات (الدراجات الهوائية) والدخل في تلك السويعات يكفي للعيد ويزيد
إفطار الجماعة مع الجيران، حلوى يضيق بها الجيب والثوب يميل
تُخمة وانتفاخ من كثرة الأكل والخبائز
يدٌ تتوجع من كثرة المصافحة
وبشاشة لا تنقضي
أفواجٌ تزور مئات البيوت، مهنئين مازحين ضاحكين
كان ذاك هو العيد بحق
عيدُ بشاشةٍ وخاطرٍ نقيٍ طيّب وأنفس بالخير والحب والعفو بين الناس تسعى
تقبل الله منّا ومنكم، وأعاد علينا موسم الخيرات أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة