الخميس، 8 أغسطس 2013

العيدُ يفقد نكهته

وأنا صغير، كنتُ اغضب جداً من كثرة أولئك الذين يقضون على حلوانا وخبائزنا يوم العيد

كبُرت، ولِحيٍّ آخر انتقلت وأدركُت كم هو صعبٌ أن تطرق دور الجيران فلا مجيب ولا مُضيف
كم صعب أن تأكل حلوى عيدك لوحدك في منطقة بالكاد يُسلّم ساكنوها على بعضهم في مُصلّى العيد

في مثل هذه اللحظات قبل عقدٍ ونيف كُنّا ننتظر العيد على أحر من الجمر
لا لأجل العيد فحسب، ولا للعيدية والإجازة فقط
بل لقليل رِزق كُنّا فيه نجتهد
كان ميدان جامسكا (استاد البشير حالياً-الثورة) يشهد نشاطا جما
كان (العداد رامي) بإيجار العجلات (الدراجات الهوائية) والدخل في تلك السويعات يكفي للعيد ويزيد
إفطار الجماعة مع الجيران، حلوى يضيق بها الجيب والثوب يميل
تُخمة وانتفاخ من كثرة الأكل والخبائز
يدٌ تتوجع من كثرة المصافحة
وبشاشة لا تنقضي
أفواجٌ تزور مئات البيوت، مهنئين مازحين ضاحكين
كان ذاك هو العيد بحق

عيدُ بشاشةٍ وخاطرٍ نقيٍ طيّب وأنفس بالخير والحب والعفو بين الناس تسعى
تقبل الله منّا ومنكم، وأعاد علينا موسم الخيرات أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

فالانتينو - أعيادُ حُبٍ ماضية

شيءٌ من دفءِ القلبِ حطّ رِحالهُ على صدري اليوم ... واللقاءَ بِهم/بها كان رائعاً
لا شيءَ ابداً سيُفسِدُ عليّ الفرحة .. ولا إدّعاءاتِ الحُبِ الممنُوعِ في الرابع ِعشر من فُبراير .. لأنّي لذلك لمْ أعُد .. وما وددّتُ في الفائتِ من عُمري أن استجيبَ لحُبٍ يبرُزُ في يومٍ مفردٍ من العام ... وما وددّتُ لآتي العُمرِ كذلِك .. فالحُبُ إِغداقٌ وإِغراق

لا شيءَ سيُفسدُ على قلبِي السعد .. لأن البساطَةَ كانت فِيها .. والرِقةُ اِحتوتها .. والسجِيَّةُ كانت مِنبَعها
أن تشعر أنّك بمنزلكِ .. وسطْ أهلٍ لك .. لم تُنْجِبهم جدّتُك ..وماكان أَباكَ لَهُمْ بعمٍ أو بخال ... وليسَ لَكَ بهم صِلةُ قُربَى غيرَ رِباطَ الدمِ .. رِباط الإنسانية .. بينهم شيءٌ من الحُبِّ .. لا .. بل بينهُمُ الحُبُّ نفسه .. والإِلفةُ والمودة .. لكْم أحببت ذلِك .. حُبٌ على الفطرةِ .. وإِلفةٌ على السجيّة... هُمْ على سُرْجُوحَةٍ
حدث ذات لقاء ...ذات أمل ... أنْ كُنْتُ معهم نِصفَ نهارِ اليوم .. ومن اللّيلِ ثُلّة .. أنْ نملةٌ افترت عليُّ "قرصاً" واكتمُ أَلمي .. كي لا احرجهم .. كي لا أبدوا كالمُتألِم الجازِع
اكرِم وانعِم بالمَزُورِ

*****************************

حِينٌ مضى قبل أن تأتي .. كإيا الشّمسِ ذات صباح .. كنسمَةٍ هادِئةٍ في ليلِ شِتاء .. كطلّةِ قمرٍ في ليلةٍ غيمَاءِ .. جاءت والقلبُ لطلّتها خفقٌ ونشوٌ واستمال ...جاءت والتحيّةُ مِنها رزينة
سُبْحانَ من رسمِها .. كان على الدِقّة .. على الرِقّة .. على الإِتقان .. وربي هيَّ على الفنِّ ليست بقليلة ... فنانة فاتنة ... ألوانٌ كأحلامٍ بالحياة تنبِض وكالصبح تتنفّس

*****************************

أكتُبُ اليومَ وأنا أخشى على الورقِ الإِحتراق .. على القلَمِ أن يَجِفّ ويتهالك .. فمِدادُهُ للروحِ ليسَ بِمُكتَفٍ وليس بِساقي
نظرةٌ مِن عينِها فِي "اليومِ" وانجنَّ الولد .. شبُحُ ابْتِسامة على الثغّرِ يَلُوحُ .. وصوتٌ كالنّغَمِ ينساب
القلب بهم مُلّتاع وبِلِقاءٍ آخر يلّتاع ُ
قلبي (ويلُه) .. ويلُ احتمالٍ وعَجبْ .. لها قد هاء

*****************************

يا شبيه البدر حُسناً وضِياءاً ومثالاً
يا شبيه الغصن ليناً وقواماً وإعتدالاً
أنت مثل الوردِ لوناً ونسيماً ودلالا

*****************************
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب والعناقيد تدلت كثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الخضار
زاهدا فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى
اعطني الناي وغني
فالغنا سر الوجود
فالغنا سر القلوب
فالغنا عدل القلوب

الأحد، 17 فبراير 2013

العروس

قديما كُنّ يقُلنّ لي: "عندنا ليك عروسة"
وكنت أرد لهن: من تكون سعيدة الحظ تلك؟
اغلبهن كن يبتسمن .. ويحجمن عن الاتيان بإسم ما
والرد ليس مجرد ثقة ... الأمر: كيف تجلب التعاسة لأحد كان في حياته أفرح وأسعد وأهنأ بدونك؟

حديثا أمسوا يقولون لي: "عندنا ليك عروس"
ويتبعونها بأخذ يدي
والأمر يتعدى المزح إلى شيء من رهبة وحقيقة وتهرب

تلك النية وتلك الكلمة منذ البدء تقول تعاسة
يا للشؤم ..
إن لم تكن للسعادة مبتكرا وعاملا ... فضلا لا تقحم أحدا ما معك في مأساتك وفوضاك
كن حديثا .. فارق أنّاك .. دع للقلوب أن تعشق وتلتاع ... وبذلك يهنأ قلبها وأنت تهنأ

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

جاء في حُلُمي


على الغرابة  ... على غير المعتاد ... كانت أحلامي البارحة
كان فيها شيئا من سهر الليالي ... المشقة الماتعة والإنجاز ... والذكريات الباسمة
أحلام البارحة كلها كانت في الجامعة .. لم تكن أحلاماً حقاً .. بل كانت ذكريات ... شريط مرّ بسرعة لكنّ ما حواه ليس مما ينسى .. ليس مما يُجهل .. ليس مما يُنكر

جاء فيها مصعب .. بطوله الفارع .. وبعض شيب على فوديه ... جاء فيها وهو يتحدث في فرحتنا بالتميز عن الباقين .. بتميز جمعية الهندسة الإلكترونية رغم حداثة الممارسة والتجربة .. رغم اختلافاتنا الكثيرة ... رغم تعصبنا "القبلي" لأُسر دُفعاتنا .. فالكل كان ينظر بعين واحدة لدفعته .. وبالأخرى للجمعية الجامعة "لكلنا" ....
جاء فيها وهو يحمل أوراق "الدعاية" لجمعيتنا ... يُلصقها قبل الفجر .. مخافة أن يتطاول عليها "منافسون آخرون" .. وأيضاً .. لنفاجيء الكلية .. بإعلانات ساخرة .. قوية .. تحمل الناظر إليها إلى زيارتنا .. وهو حينئذٍ رئيساً للجمعية
جاء هو وهتان وزهير وأنس ووليد وياسر وأبو حنيفة والنعمان وكرامة وعلي وجوبا وآخرون ... والحلمُ لم يستطع أن "يتمّ" .. فلكل واحد منهم في ذاكرتي شريط كامل


جاء فيها عمار سليم .. الشاب السوري الخلوق ... صاحب الخط الفتّان .. جاء وهو يكتب: نحن نمُدّ أيادينا ... نصيد النجم

جاء فيها "ثامر" ... وصحن البوش .. ورهان توتي ...وإبداعات أصدقاء كلية الفنون الجميلة .. والنوم تحت طاولة المعمل ... وأول "نومة" وأنا أقود السيارة .. وجرح غائر خِيط على ألم ... على خنصري الأيسر ... في مستوصف كاثوليكي .. أنقذني من سُمٍ آتٍ على مهل ..
ليلتان .. أنقذني فيهما .. الصبي ثامر
جاء فيها وهو ينشر بقوة: البسمات والضحكات ... جاء وهو يجهر مشجعاً .. كما يفعل في مباريات الهلال .. لا نكوص حتى صافرة الحكم الأخيرة .. ولا تراجع .. ولا مسامير تهدى لفريق خاسر
وسبحان مؤلف القلوب ... وانا اكتب عنه أتجه إلى الفيس بوك لأمتع نظري بصورة قديمة جمعتنا قبل سنين .. وأجده يبعث برسالة ... يبتدأها ب: صديقي
  .. الصحة والأخبار؟
جاء فيها "تشريد" .. حيث لا مقر لنا آنذاك ... وعبد العزيز والرازي وطارق ومهند والمصعبين والثالث وحسن "دبيب" وإدريس وحامد ومحمد كمال وآخرون كثر .. تجمعنا "طاولة" صخرية .. في بهاء "عفراء مول" .. نجتمع فيها على أمرنا وحزمنا ... ونترك عليها بقايا "فطائر" ... تكون بمثابة الإفطار والغداء والعشاء في آخر الليل .. ذلك لأنها "رخيصة" ... و"الشير" قليل ... والهدّافون كُثُر ... فكلٌ يأخذ نصيبه ويندس به .. حيث لا إفراط ولا طمع ولا تفريط .. إنما .. مشاركة "محسوبة" ... والكل فاتك به الجوع والعمل
كل ذلك قبل أن يصارع عبد العزيز والرفاق .. ويستخرجون " قسراً" من الكلية مكتباً .... "حاويتان" ومكيفان ... ثم لحين ما تحول المكتب لمدخنة سجائر .. حيث حرب المنافسة وحب الإبداع وحرق الأعصاب وحرق السجائر
قبل عام دخلت تلك التي كانت حاوية .. وما وجدتها إلا كمكتب فاخر .. أو غرفة نوم في قلب كلية، زمناً أشتهرت ببعدها وجفافها وصحراءها ... وإبداع أهلها

جاء في الحلم أستاذ ما .. مقرب لقلوبنا ... وهو يمنعني من الدخول للمحاضرة متأخراً 5 دقائق فقط .. ويقول لي: (شايفك شغال في الجمعية وعارفك شفتني وانا جاي لمحاضرتكم ... ماف ليك دخول الليلة ... خلي "الحاوية" تديك المحاضرة) .... ولطيبه الجم وحسن تعامله ناداني يوماً وشرح لي الدرس ... وأعطاني درساً آخر في الحياة .. أجمل ما فيه: أن أعمل لنفسك وللجميع .. ولا تندم .. ولن تندم

جاء في الحلم أستاذ آخر .. يساهر معنا ذات ليلة .. ويحمل قطعة أصابها البلل .. ويمسح معنا غبار المعامل .. كان فارِعاً في الطول .. وعلى فوديه كثير شيب .. كان مبدعاً .. كيف لا .. وهو شقيق مصعب الأكبر ..
"عزيزي مصعب ... لو كنت أقللت من العرفان عن أخاك .. لكنت حملت عليك كثيراً ... قد بيّنت الأيام لي أن الأصل فيكم عظيم .. والعمل معكم ممتع"

جاء فيها أبو حنيفة ... وهو ينشد على مسامعنا شيئا من أشعاره .. في مدينة أمري الجديدة ... رحلة سد مروي .. يعتذر في البدء أن ذاكرته لا تحفظ شيئا للوطن .. وأن دفاتره بعيدة .. وأن الرحلة ذكرته بالأرياف ... تلك التي ألهمت صباه وأتت به شاعراً فذاً .. أذكر منها: "إنها سجّان قلبي إنها سجّان روحي .. ألف أهلاً يا ربيعاً ظل يهمس في انتظارك أن تبوحي" هذا إن لم تلعب الذاكرة بكلماته وتأتي بها في غير ما نطقها به
جاء أبا حنيفة ... وصوته وحسه وشعره .... أهّم ما ينتظره أحبابه في حفلات التخاريج وأفراح الكلية
جاء فيها .... وأنا أختلس الصور لجمع من أحبابه وهو بينهم ... نائمون على الأرض .. في الثانية فجراً .. قبل يوم مهندس جديد .. كلٌ من فرط التعب مجهد .. ويصحو هو ويخبيء وجهه بين كفيه

جاء الوليد وحامد وهمّا يصنعان المسرح ببساطة .. وينشران الضحك ... أذكر فيها قصة "البطيخة" .. و"الكذَاب" و"القطر" 

جاء مخلص .. يرحمه الله .. كان كما أسمه .. هادئاً متقناً مجوداً لكل ما طالته يداه .. سلام على روحك التي تسامت بغير حدود

تكابر القصيدة .. تداعب الأغصان في بدني ... وتوغل في الفؤاد ... تقيم فيّ كتلة من اللهب .. وترحل .. تاركة على ردائي ... حفنة من رماد
بهذه الأبيات العالقة في الذاكرة .. أذكر غاندي وود الأمين وأيمن وتيسير وريان وميسون وعبد الله وخالد وذاك التائب عن الغناء .. المبدع في الفن: المنشد المقداد ... وآخرين لم تسغفني الذاكرة بأسماءهم ... وهم على المسرح ينشدون .. كأول كورال في الجامعة من سنين خلت

جاء في الحلم رنا وسعدية ونهاد وسحر ونسيبة وهند ومروة وغيرهن .. وهن يقترحن الديكورات .. وببراعة يقمن بها ... كانت لمساتهن .. نسائية متقنة .. لا نستطيعها نحن الرجال

جاء في الحلم إيناس .. وهي تحمل شيئاً لإبراهيم الفقي وأحلام مستغانمي وتبهرني .. إذ كانت المعرفة عندي ضحلة والمطالعة على قليلٍ مقتصرة

جاء "كونان" وأحمد علي وبقية "الشلة" وأنا أخاطبهم: "إنتو جيل جديد غريب علينا .. خلعتونا ياخ"

الإرتقاء لدينا .. بين صائدٍ ومصيد ومُصاد .. بين فاعلٍ وهدف وطريق وغاية .. لم نسمو بها إلى ما كنّا نتمناه ... تركنا بضعة أحلام لأجيال بعدنا .. وأبداً لم تنتكس
أيقنّا فعلاً .. "كل الممكن .. وبعض المستحيل" .. هكذا نريدها .. إيماناً بأنها قوية ... تحتفظ بحجمها وفعاليتها مدى العصور

ويا أصدقاء المسير .. من سقط اسمه سهوا .. أو "قلت الذاكرة" أدبها حين ذكره .. العبرة بالعموم .. لا التخصيص .. كلكم .. كلنا .. معاً فعلناها

جاء في ختام الحلم .. ورقة صغيرة .. صممتها ... وكتبت عليها إعلانا لملتقىً ثقافي .. صحوت وأنا أصارع الذاكرة .. من أين لي فن التصميم وفن العبارة؟ أين أجدها؟
بحثت في "وجه الكتاب" حتى وجدّتها .. وها هي أدناه:


الأحد، 2 ديسمبر 2012

صباع بطاطس


غريب علي أن أتابع برامج الطبخ بإهتمام .. متابعة جبر لا رغبة
****
حرقة البوتاجاز ليست كحرقة النار، فهي تشوي وتقلي، فقط احذر أن تطهو اصبع البطاطس ... اصبعك
****
أنا وهو ... لسنا على وفاق واتفاق ... أصادقه فيتسخ ..... يصادقني فيحرقني .. البوتاجاز
****
أجوع فأملأ الثلاجة ... تمتلئ ولا آكل ... أمتنع عن ملأها ... أبحث عن فتات خبز وبقايا أطعمة ... أكاد أن اهلك
****
لم أجد غازا مسيلا الدموع (بمبان) .. يفعل حرقة وبكاء .. كذاك الذي فيها ... في (بنت اللذين) .. حبة البصل
****
كتاب الطبخ ... ترى الصور ... يسيل لعابك ... ترى زمن وطريقة الإعداد وعدد المكونات .. تشبع على طول
****
لم أظن ان حبات التفاح والبرتقال قد تفسد .. لعدم الأكل .. يا أنا: عن ذلك أنت مسؤول ومحاسب (قال ريجيم قال)
****
الانتقال من شدة الجوع إلى الشبع المفرط احساس لا يتصف بالجمال ولا الروعة ... كل قدر اتساع الثلث .. واشرب لثلث .. ودع للهواء ثلثا آخر .. لولا لطف الله بنا وحسن صناعتنا وقدرة المعدة على لفظ الزائد وما لا رغبة فيه، لمتنا كالخراف .. فهي تأكل حتى تنفجر بطنها
****
سعيدة الحظ .. ستحظين بمنافق مطبخي كبير .. أرجوك اصبري ..... واحتسبي ارجوك
(ويا خوفي أن أكون أنا الصابر ... فأر تجارب)

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

زول متخطرف .. لِما؟ ولِما لا؟


(حبة) تغيير .. (حبة) كتابة
مدونتي .. التي حملت لقبي .. ذي الأعوام السبعة عشر
رغم كونها فضاء ... أطلق فيه بعض ما أكتب .. إلا أن الحصرية بالإسم واللقب ما كانت تعجبني جداً (وهذا لا يعني أني لا أحب لقبي) .. بل أردتها أن تكون شيئا يعكس (أنا) ... يعكس صورة لي .. كفتىً من السودان (إلى متى يظل الفتى .. فتى؟!)
بدلاً من من مدونة جديدة ... بدلاً من (زحمة مدونات) .. قررت أن أغير اسم المدونة .. وأغير طريقتها قليلاً ... سعياً للإبداع الجميل
الأمر ليس سحر الكلمة .. ولا جمال اللفظ .. لا حسن الهيئة ...
هي جمال المكنون .. وفائدته ..
أتمناها حديقة أفكار حية ... تزينها الأحرف .. ترسمها الصور ..
بعض ما فيها أنقله من الفيس بوك .. فبعض الإلهام يستعجل القلم .. ووجه الكتاب دائما قريب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لماذا زول؟ ولماذا متخطرف؟
ارتبط لفظ (زول) في أذهان كثيرٍ من أهل العرب بالشخص السوداني
بعضهم يظن أنها نعتاً … لسمرة اللون
بعضهم يذكرها كطريقة للتحقير للشماتة
وبعضهم يقولها كحب في الله .. مازحاً ضاحكاً .. يعلم بها طيبة أهل السودان
يعلم تقبلهم وتذوقهم للفكاهة .. والطرفة
يعلم فيهم الكرم والإقدام والشجاعة
زول” في معناها الجميل من القاموس المحيط تعني: الشجاع، الجواد، الشخص، والخفيف الظريف الفطن
وتزوّل (بتشديد الواو) تعنى: تناهى ظُرْفَهُ
وذكر الفيروز آبادي في القاموس أن “الظُرف إنما هو في اللسان، أو حسن الوجه والهيئة، أو يكون في الوجه واللسان، أو البراعة وذكاء القلب، أو الحذق، أو لا يوصف به إلا الفتيان الأزوال، والفتيات الزولات، لا الشيوخ ولا السادة”
نحن بدورنا نحبها .. نقولها له: زول … ولها: زولة
لجمالٍ نراه نحن … جمال الزنوج … جمال القلوب … جمال الوطن
الزنوج … جيل من السودان .. فلا العبارة وصف للون أو لغة
إنما هي منا … ولنا .. هي نحن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وددت كثيراً أن أجمع خطرفاتي من على الشبكات الإجتماعية في مكان واحد
ووددت أن أحكي عن الشعوب والبلدان التي تحط عليها قدماي
هكذا نبعت الفكرة .. وزاد سقاها تشجيع الأحبة
هكذا ولدت فكرة “زول متخطرف” .. والمتخطرف هو الرجل الواسع الخلق، الرحب الذراع، والمسرع في مشيته
زول متخطرف هي خواطر وخطرفات … بعضها يصح … وبعضها يبحر نحو الصواب
فيها شيء من لطائف الحديث ونوادره
شيء من متاعب الأسفار
بعض الحكمة
بعض مما أقرأ وأسمع وأرى
أنشر فيها تجميد اللحظات والمناظر ... بصديقتي العزيزة .. صديقتي القمرة (الكاميرا)
فيها شيء من النقد … لا بغرض التجريح والإهانة .. أنظر بها لحال الدنا .. واسرد ما يتراءى لمقلتيّ .. فيها شيء من المقارنة .. شيء من المقاربة .. شيء من الإنسان للإنسان
زول متخطرف … علها تحكي شيئا يصل إلى القلوب
زول متخطرف .. وهل يخفى الأثر؟

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

سبعاً ... رابعة


غريب أنا هنا .. ارتمِ على أحضان غربة .. على اعتاب تضحية .. اغفوا ثم انتبه ... فأجد عاماً جديداً من عمري قد هل
 
استودع عاماً مضى .. لم ارتق فيه إلى مسعاي المنشود ..واستشرف جديداً يختلف عمّا سواه ... أهم ما فيه .. أنّي لم أعد .. أنّي لن أعد .. أنا .. ذاك الذي كان في العام السابق

عناية ربي .. دعاء أمي .. أحبة يأملون لي الخير .. ينيرون الدرب .. نحو القمة يدفعوني .. في حاجة لكم .. شاكر ممتن لكم
*******
لا أحبها أعياد الميلاد .. تذكرني بماضٍ طويل .. أشتاقه أحيانا .. هل يصح الشوق إلى الماضي؟

سبعاً رابعة قد انقضت منذ صرخة الميلاد .. كان ما فيها من الألم والحزن .. كان ما فيها من المثابرة والجد .. من السداد ومن الخطأ .. من العثار والزلل.. لم تخلو من الهنات ... فلا عمل معصوم منها .. خزينة تجارب نمت بداخلي .. علّها تكون مُدخراً للصواب في مقبل العمر إن شاء الله

لا زلت اذكر أول بطاقة تهنئة نِلتها .. ذكرى ميلادي الأول .. ذكرى وجدتها بعد أن كبرت .. بعد أن صِرتُ أقرأ .. محفوظة بين الأوراق الهامّة .. خُطّ في وسطها ومستهلّها .. برسم جميل من أبي رحمه الله: ("إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ") .. وخطت بضع أمنيات ودعوات طيبات

لم تكن الذاكرة عندي ناضجة لأذكر ما فعلت يوم إتمامي عامي الأول .. ربما هجمت على الكعكة وتلطخت بها .. ربما أكلت إصبعا من الشمع ... وربما نفخت على يدي .. إثر حرقة من نار الشمعة وأنا أحاول إلتقاط لهيبها

لم تكن ناضجة لأعلم ما كانت تلك الأحرف، بقلم الحبر الأسود .. وما كانت تلك الأمنيات على تلك البطاقة
الأمنيات على الأوراق تحثنا .. تُذكرنا .. بأن فِعلاً كريماً عظيماً ممكناً .. ينتظرنا .. غير مستعصٍ على ال (استطاعة) .. غير بعيد عن ال (تحقيق) .. غير محال على ال (إمكان)
*******
أشتاق كعكة الميلاد من أُختيّ .. أشتاق بسمة الفرحة من أخويّ .. أشتاق أمي وهي تحكي مدى شقاوتي في مبتدأ العمر
شقاوة اندثرت بفعل السنين .. وبفعل الأدب
أشتاق أبي وهو يخبرني أني كبرت .. أنه كبر .. وكلانا ننال من الدهشة والضحكة حينا
أحبكم جداً

*******
ما لذة الحياة إن لم نسلك فيها دروباً شاقة أوسالكة .... نحو مساعٍ راقية ... نحو نفعٍ للإنسانية .. بقيم عالية .. بدين عظيم؟
اخترت لنفسي درباً غير يسير على الراكب .. غير عسير على المجتهد .. غير بعيد على القاصد .. أنا لن أحيد عن طريق الخير والحق أينما كانا .. لن أحيد .. لا قيد أنملة .. ولا أمتار

*******
لكل من خرقت قلبه بما لا يحب .. آسِفٌ بكل ما يحمله الأسف من معنى .. آسف تفوق الإختراق .. علّها تطهر القلب من شيء دفين
 
اللّهم اغفر ما بدر من سوء مني .. ما بدر من تقصير .. ما بدر من ظلم .. أو تعالٍ عليك أوعلى أحدٍ من خلْقِكَ ..
 
اللهم أسألك أن تحفظ لي سمعي وبصري .. أسألك أن تتقد بصيرتي وذهني .. أسألك أن أكون حاضر العقل .. واعي الخاطر .. سليم الإدراك ..
 
اللّهم أسألك عمراً مديداً جميلاً مباركاً .. كموسم خيرٍ لا ينقضي .. لا ينقطع .. أسألك عملاً يقود إلى الجّنَة .. مصحوباً بالجد .. مقروناً بالتوفيق